بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَنَا يَا رَبِّ الَّذِى لَمْ أَسْتَحْيِكَ فِى الْخَلاءِ ، وَلَمْ أُراقِبْكَ فِى الْمَلاءِ ، أَنَا صاحِبُ الدَّواهِى الْعُظْمىٰ ،أَنَا الَّذِى عَلَىٰ سَيِّدِهِ اجْتَرَى ، أَنَا الَّذِى عَصَيْتُ جَبَّارَ السَّماءِ ، أَنَا الَّذِى أَعْطَيْتُ عَلَىٰ مَعاصِى الْجَلِيلِ الرُّشى ، أَنَا الَّذِى حِينَ بُشِّرْتُ بِها خَرَجْتُ إِلَيْها أَسْعىٰ ، أَنَا الَّذِى أَمْهَلْتَنِى فَمَا ارْعَوَيْتُ ، وَسَتَرْتَ عَلَىَّ فَمَا اسْتَحْيَيْتُ ، وَعَمِلْتُ بِالْمَعاصِى فَتَعَدَّيْتُ؛
وَأَسْقَطْتَنِى مِنْ عَيْنِكَ فَما بالَيْتُ ، فَبِحِلْمِكَ أَمْهَلْتَنِى ، وَبِسِتْرِكَ سَتَرْتَنِى حَتَّىٰ كَأَنَّكَ أَغْفَلْتَنِى ، وَمِنْ عُقُوباتِ الْمَعاصِى جَنَّبْتَنِى حَتَّىٰ كَأَنَّكَ اسْتَحْيَيْتَنِى . إِلٰهِى لَمْ أَعْصِكَ حِينَ عَصَيْتُكَ وَأَنَا بِرُبُوبِيَّتِكَ جاحِدٌ ، وَلَا بِأَمْرِكَ مُسْتَخِفٌّ ، وَلَا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ ، وَلَا لِوَعِيدِكَ مُتَهاوِنٌ ، لَكِنْ خَطِيئَةٌ عَرَضَتْ وَسَوَّلَتْ لِى نَفْسِى ، وَغَلَبَنِى هَواىَ ، وَأَعانَنِى عَلَيْها شِقْوَتِى ، وَغَرَّنِى سِتْرُكَ الْمُرْخىٰ عَلَىَّ ، فَقَدْ عَصَيْتُكَ وَخالَفْتُكَ بِجَُهْدِى ،